وأخرج ابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « حيث دخلوا الجنة ﴿ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾ قال : حزنهم هو الحزن ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله ﴿ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾ قال : الجوع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ﴿ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾ قال : طلب الخبز في الدنيا، فلا نهتم له كاهتمامنا له في الدنيا طلب الغداء والعشاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : ينبغي لمن يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم قالوا ﴿ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾ وينبغي لمن يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم ﴿ قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ﴾ [ الطور : ٢٦ ].
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله ﴿ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾ قال : حزن الطعام ﴿ إن ربنا لغفور شكور ﴾ قال : غفر لهم الذنوب التي عملوها، وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه، فعملوا به، فأثابهم عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي رافع رضي الله عنه قال : يأتي يوم القيامة العبد بدواوين ثلاثة : بديوان فيه النعم. وديوان فيه ذنوبه. وديوان فيه حسناته. فيقال لأصغر نعمة عليه : قومي فاستوفي ثمنك من حسناته، فتقوم فتستوهب تلك النعمة حسناته كلها، وتبقي بقية النعم عليه وذنوبه كاملة. فمن ثم يقول العبد إذا أدخله الله الجنة ﴿ إن ربنا لغفور شكور ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ إن ربنا لغفور شكور ﴾ يقول ﴿ غفور ﴾ لذنوبهم ﴿ شكور ﴾ لحسناتهم ﴿ الذي أحلنا دار المقامة من فضله ﴾ قال : أقاموا فلا يتحوّلون ولا يحوّلون ﴿ لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ﴾ قال : قد كان القوم ينصبون في الدنيا في طاعة الله، وهم قوم جهدهم الله قليلاً، ثم أراحهم كثيراً فهنيئاً لهم.


الصفحة التالية
Icon