وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : أئتمر ناس من قريش بالنبي ﷺ ليسطوا عليه، فجاؤوا يريدون ذلك، فجعل الله ﴿ من بين أيديهم سداً ﴾ قال : ظلمة ﴿ ومن خلفهم سداً ﴾ قال : ظلمة ﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ قال : فلم يبصروا النبي ﷺ.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال : كان ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم لبعض : لو قد رأيت محمداً لفعلت به كذا وكذا، فأتاهم النبي ﷺ، وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم فقرأ ﴿ يس والقرآن الحكيم ﴾ حتى بلغ ﴿ لا يبصرون ﴾ ثم أخذ تراباً، فجعل يذره على رؤوسهم، فما يرفع إليه رجل طرفه، ولا يتكلم كلمة، ثم جاوز النبي ﷺ، فجعلوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم، والله ما سمعنا، والله ما أبصرنا، والله ما عقلنا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً ﴾ قال : عن الحق ﴿ فهم ﴾ يترددون ﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ هدى، ولا ينتفعون به.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال : جعل هذا السد بينهم وبين الإِسلام والإِيمان، فلم يخلصوا إليه. وقرأ ﴿ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ﴾ من منعه الله لا يستطيع.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي، أنه كان يقرأ « من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً » بنصب السين.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ ﴿ فأغشيناهم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر ﴾ قال : اتباع الذكر اتباع القرآن ﴿ وخشي الرحمن بالغيب ﴾ قال : خشي عذاب الله وناره ﴿ فبشره بمغفرة وأجر كريم ﴾ قال : الجنة.