أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾ قال : لا تمانعون منا ﴿ بل هم اليوم مستسلمون ﴾ مسخرون ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ أقبل بعضهم يلوم بعضاً قال : الضعفاء للذين استكبروا ﴿ إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾ تقهروننا بالقدرة عليكم ﴿ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين ﴾ في علم الله ﴿ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين ﴾ مشركين في علم الله ﴿ فحق علينا قول ربنا ﴾ فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء، وكنتم أعزة ﴿ فإنهم يومئذٍ ﴾ قال : كلهم ﴿ في العذاب مشتركون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾ قال : لا يدفع بعضكم بعضاً ﴿ بل هم اليوم مستسلمون ﴾ في عذاب الله ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ قال : الانس على الجن قالت الانس للجن ﴿ إنكم تأتوننا عن اليمين ﴾ قال : من قبل الخير أفتنهونا عنه. قالت الجن للانس ﴿ بل لم تكونوا مؤمنين، فحق علينا قول ربنا ﴾ قال : هذا قول الجن ﴿ فأغويناكم إنا كنا غاوين ﴾ هذا قول الشياطين لضلال بني آدم ﴿ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾ يعنون محمداً ﷺ ﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾ أي صدق من كان قبله من المرسلين ﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون، إلا عباد الله المخلصين ﴾ قال : هذه ثنية الله ﴿ أولئك لهم رزق معلوم ﴾ قال : الجنة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ قال : ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾ قال : كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ تأتوننا عن اليمين ﴾ قال : عن الحق الكفار تقوله للشياطين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ لم تكونوا مؤمنين ﴾ قال : لو كنتم مؤمنين منعتم منا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ فأغويناكم ﴾ قال : الشياطين تقول ﴿ أغويناكم ﴾ في الدنيا ﴿ إنا كنا غاوين ﴾ ﴿ فإنهم يومئذ ﴾ ومن أغووا في الدنيا ﴿ في العذاب مشتركون ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾ قال : كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون ﴿ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾ لا يعقل قال : فحكى الله صدقه فقال ﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾.