وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ أئنا لمدينون ﴾ قال : لمحاسبون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ هل أنتم مطلعون ﴾ يقول : مطلعون إليه حتى أنظر إليه في النار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ سواء الجحيم ﴾ قال : وسط الجحيم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ في سواء الجحيم ﴾ قال : وسط الجحيم قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول الشاعر :

رماهم بسهم فاستوى في سوائها وكان قبولاً للهوى والطوارق
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ﴿ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ﴾ قال : اطلع، ثم التفت إلى أصحابه، فقال : لقد رأيت جماجم القوم تغلي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن كعب الأحبار رضي الله عنه قال : في الجنة كوى، فإذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار، اطلع فازداد شكراً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ هل أنتم مطلعون ﴾ قال : سأل ربه أن يطلعه، ﴿ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ﴾ يقول : في وسطها، فرأى جماجمهم تغلي فقال : فلان.. ! فلولا أن الله عرفه إياه لما عرفه. لقد تغير خبره وسبره. فعند ذلك قال ﴿ تالله إن كدت لتردين ﴾ يقول : لتهلكني لو أطعتك ﴿ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ﴾ قال : في النار ﴿ أفما نحن بميتين ﴾ إلى قوله ﴿ الفوز العظيم ﴾ قال : هذا قول أهل الجنة يقول الله ﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : علموا أن كل نعيم بعد الموت يقطعه فقالوا ﴿ أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ﴾ قيل : لا. قالوا ﴿ إن هذا لهو الفوز العظيم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يقول الله تعالى لأهل الجنة :﴿ كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون ﴾ [ المرسلات : ٤٣ ] قال : قول الله ﴿ هنيئاً ﴾ أي لا تموتون فيها. فعندها قالوا ﴿ أفما نحن بميتين، إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين، إن هذا لهو الفوز العظيم، لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾.
وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : كنت أمشي مع رسول الله ﷺ يده في يدي، فرأى جنازة، فأسرع المشي حتى أتى القبر، ثم جثا على ركبتيه، فجعل يبكي حتى بل الثرى، ثم قال ﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾.


الصفحة التالية
Icon