وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن أبي سعيد رضي الله عنه قال : كان من دعاء داود عليه السلام : اللهم إني أعوذ بك من الجار السوء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن بريدة رضي الله عنه، أن داود عليه السلام كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من عمل يخزيني، وهم يرديني، وفقر ينسيني، وغنى يطغيني.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال : أوحى الله إلى داود عليه السلام : أحبب عبادي، وحببني إلى عبادي قال : يا رب هذا أحبك، وأحب عبادك، فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال تذكرني عندهم، فإنهم لا يذكرون مني إلا الحسن.
وأخرج أحمد عن أبي الجعد رضي الله عنه قال : بلغنا أن داود عليه السلام قال : إلهي ما جزاء من عزى حزيناً لا يريد به إلا وجهك؟ قال : جزاؤه إن ألبسه لباس التقوى قال : إلهي ما جزاء من شيع جنازة لا يريد بها إلا وجهك؟ قال : جزاؤه أن تشيعه ملائكتي إذا مات، وإن أصلي على روحه في الأرواح قال : إلهي ما جزاء من أسند يتيماً أو أرملة لا يريد بها إلا وجهك؟ قال جزاؤه إن أظله تحت ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي قال : إلهي ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك؟ قال : جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر، وأن أقي وجهه فيح جهنم.
وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال : قرأت في مساءلة داود عليه السلام أنه قال : إلهي ما جزاء من يعزي الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك؟ قال : جزاؤه أن أكسوه رداء من أردية الإِيمان أستره به من النار، وأدخله الجنة قال : إلهي فما جزاء من شيع الجنازة ابتغاء مرضاتك؟ قال : جزاؤه أن تشيعه الملائكة يوم يموت إلى قبره، وإن أصلي على روحه في الأرواح قال : إلهي فما جزاء من أسند اليتيم والأرملة ابتغاء مرضاتك؟ قال : جزاؤه أن أظله في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي قال : إلهي فما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال : جزاؤه إن أحرم وجهه على النار، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر.
وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال : قال داود عليه السلام لسليمان : كن لليتيم كالأب الرحيم، وأعلم أنك كما تزرع تحصد، واعلم أن خطيئة [ أمام ] القوم كالمسيء عند رأس الميت، واعلم أن المرأة الصالحة لأهلها كالملك المتوّج المخوّص بالذهب، واعلم أن المرأة السوء لأهلها كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل، وما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى، وإن وعدت صاحبك فانجز ما وعدته، فإنك إن لا تفعل تورث بينك وبينه عداوة، ونعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك، وإذا نسيت لم يذكرك.


الصفحة التالية
Icon