وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وخذ بيدك ضغثا ﴾ قال : عود فيه تسعة وتسعون عوداً، والأصل تمام المائة. وذلك أن امرأته قال لها الشيطان : قولي لزوجك يقول كذا وكذا.. ! فقالت له... فحلف أن يضربها مائة، فضربها تلك الضربة فكانت تحلة ليمينه وتخفيف عن امرأته.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه بلغه أن أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته مائة في أن جاءته في زيادة على ما كانت تأتي به من الخبز الذي كانت تعمل عليه وخشي أن تكون قارفت من الخيانة، فلما رحمه الله وكشف عنه الضر علم براءة امرأته مما اتهمها به، فقال الله تعالى ﴿ وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ﴾ فأخذ ضغثاً من ثمام وهو مائة عود، فضرب به كما أمره الله تعالى.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وخذ بيدك ضغثاً ﴾ قال : هي لأيوب عليه السلام خاصة وقال عطاء : هي للناس عامة.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ وخذ بيدك ضغثاً ﴾ قال : جماعة من الشجر وكانت لأيوب عليه السلام خاصة، وهي لنا عامة.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وخذ بيدك ضغثاً.. ﴾. وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثاً فيه مائة طاق من عيدان القت، فيضرب به امرأته لليمين التي كان يحلف عليها قال : ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء عليهم السلام.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال :« حملت وليدة في بني ساعدة من زنا فقيل لها : ممن حملك؟ قالت : من فلان المقعد، فسأل المقعد فقال صدقت، فرفع ذلك إلى رسول الله ﷺ فقال :» خذوا له عثكولاً فيه مائة شمراخ، فاضربوه به ضربة واحدة « ففعلوا ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني وابن عساكر من طريق أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال :« كان في أبياتنا إنسان ضعيف مجدع، فلم يرع أهل الدار إلا وهو على أمة من إماء أهل الدار يعبث بها، وكان مسلماً فرفع سعد رضي الله عنه شأنه إلى رسول الله ﷺ فقال :» اضربوه حده فقالوا يا رسول الله : إنه أضعف من ذلك ان ضربناه مائة قتلناه قال : فخذوا له عثكالاً فيه مائة شمراخ، فاضربوه ضربة واحدة وخلوا سبيله « ».


الصفحة التالية
Icon