وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال :« لما أنزلت هذه الآية ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قال الزبير رضي الله عنه : يا رسول الله يكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ فقال رسول الله ﷺ :» نعم. ليكرر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه « قال الزبير رضي الله عنه : إن الأمر لشديد ».
وأخرج سعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ كنا نقول ربنا واحد، وديننا واحد، فما هذه الخصومة؟! فلما كان يوم صفين، وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا : نعم. هو هذا.
وأخرج أحمد بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« ليختصمن يوم القيامة كل شيء حتى الشاتين فيما انتطحتا ».
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند لا بأس به عن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال :« أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته. والله ما يتكلم لسانها ولكن يداها ورجلاها، يشهدان عليها بما كانت لزوجها، وتشهد يداه ورجلاه بما كان يوليها. ثم يدعى الرجل وخادمه بمثل ذلك، ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد، ثم دوانق ولا قراريط ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظلم، وسيئآت هذا الذي ظلمه توضع عليه، ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال : أوردوهم إلى النار. فوالله ما أدري يدخلونها أو كما قال الله ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ [ مريم : ٧١ ] ».
وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« أول خصمين يوم القيامة جاران ».
وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« يجاء بالأمير الجائر فتخاصمه الرعية ».
وأخرج ابن منده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يختصم الناس يوم القيامة حتى يختصم الروح مع الجسد. فيقول الروح للجسد أنت فعلت، ويقول الجسد للروح أنت أمرت وأنت سوّلت. فيبعث الله تعالى ملكاً فيقضي بينهما، فيقول لهما : إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير وآخر ضرير دخلا بستاناً فقال المقعد للضرير : إني أرى ههنا ثماراً ولكن لا أصل إليها. فقال له الضرير : اركبني فتناولها، فركبه فتناولها، فأيهما المعتدي؟ فيقولان : كلاهما فيقول لهما الملك : فإنكما قد حكمتما على أنفسكما. يعني أن الجسد للروح كالمطية وهو راكبه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ يقول : يخاصم الصادق الكاذب، والمظلوم الظالم، والمهتدي الضال، والضعيف المستكبر.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه. أن رجلاً أبصر جنازة فقال : من هذا؟ قال : أبو الدرداء رضي الله عنه هذا أنت هذا أنت.. يقول الله ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾.


الصفحة التالية
Icon