وأخرج أيضاً من طريق عبد القدوس عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ﴿ إنك لا تهدي من أحببت ﴾ قال :« نزلت في أبي طالب عند موته، والنبي ﷺ عند رأسه وهو يقول : يا عم قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة. قال أبو طالب : لا. يعيرني نساء قريش بعدي إني جزعت عند موتي، فأنزل الله ﴿ إنك لا تهدي من أحببت ﴾ يعني لا تقدر أن تلزمه الهدى وهو يهوى الشرك، ولا تقدر تدخله الإِسلام كرهاً حتى يهواه ﴿ ولكن الله يهدي من يشاء ﴾ أن يقهره على الهدى كرهاً لفعل وليس بفاعل حتى يكون ذلك منه. فاخبر الله بقدرته وهو كقوله ﴿ لعلك باخع نفسك أَلاَّ يكونوا مؤمنين، إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ﴾ [ الشعراء : ٣-٤ ] فأخبر بقدرته أنه لا يعجزه شيء ».
وأخرج العقيلي وابن عدي وابن مردويه والديلمي وابن عساكر وابن النجار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « بعثت داعياً ومبلغاً وليس الي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزيناً ومبلغاً وليس إليه من الضلالة شيء ».


الصفحة التالية
Icon