وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام، فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم، فيتحدثون في ظلها، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال : إن في الجنة لشجرة لم يخلق الله من صوت حسن إلا وهو في جرمها يلذذهم وينعمهم.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله إني رجل حبب إليّ الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن؟ فقال « أي والذي نفسي بيده إن الله يوحي إلى شجرة في الجنة : أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزف البرابط والمزامير، فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه ».
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة. قيل : ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال : قراء أهل الجنة ».
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن أبي سعيد الحارثي رضي الله عنه قال : إن في الجنة آجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ، إذا اشتهى أهل الجنة صوتاً بعث الله ريحاً على تلك الآجام، فأتتهم بكل صوت حسن يشتهونه. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon