لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له.
وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ما ندمت على الصمت قط وإن كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب.
وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني اعتزل الشر كيما يعتزلك، فإن الشر للشر خلق.
وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب، فإن الرغب كل الرغب ينفذ القرب من القرب، ويترك الحلم مثل الرطب، يا بني إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه : يا بني اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر الله تعالى فيه فاجلس معهم، فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك، وإن تك غبياً يعلموك، وان يطلع الله تعالى إليهم برحمة تصبك معهم، يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك، وإن تك عَيِياً يزيدوك عياً، وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم، ويا بني لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين، فإن له عند الله قاتلاً لا يموت.
وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك العلماء.
وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة، وليكن وهجك بسيطاً، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال : مكتوب في التوراة كما تَرحمون تُرحمون. وقال : مكتوب في الحكمة : كما تَزْرَعُونَ تَحْصِدُون. وقال : مكتوب في الحكمة : أحب خليلك وخليل أبيك.
وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس أصبر؟ قال : صبر لا معه أذى. قيل : فأي الناس أعلم؟ قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه. قيل فأي الناس خير؟ قال : الغني. قيل : الغني من المال؟ قال : لا. ولكن الغني إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس.
وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس شر؟ قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.
وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : وجدت في بعض الحكمة. يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس، ووجدت في الحكمة : لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت، فإن مثل ذلك رجل احتطب حطباً فحمل حزمة، فذهب يحملها، فعجز عنها فضم إليها أخرى.


الصفحة التالية
Icon