أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ قل للذين آمنوا يغفروا ﴾ الآية قال : ما زال النبي ﷺ يأمر بالعفو، ويحث عليه ويرغب فيه حتى أمر أن يعفو عمن لا يرجو أيام الله، وذكر أنها منسوخة نسختها الآية التي في الأنفال ﴿ فإما تثقفنهم في الحرب ﴾ [ الأنفال : ٥٧ ] الآية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ قل للذين آمنوا يغفروا ﴾ الآية قال : كان نبي الله ﷺ يعرض عن المشركين إذا أذوه، وكان يستهزؤون به، ويكذبونه، فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة، فكان هذا من المنسوخ.
وأخرج أبو داود في تاريخه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ﴾. قال : الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم، قال سفيان رضي الله عنه : بلغني أنها نسختها آية القتال.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ﴾ قال : هي منسوخة بقول الله ﴿ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾.
وأخرج ابن عساكر عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه أنه قال لجارية له : لولا أن الله تعالى يقول ﴿ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ﴾ لأوجعتك. فقالت : والله إني لممن يرجو أيامه، فما لك لا توجعني؟ فقال : إن الله تعالى يأمرني أن أغفر للذين لا يرجون أيامه، فعمّن يرجو أيامه أحرى، انطلقي فأنت حرة.