وأخرج ابن حبان والطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه « أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه لما قبض قالت أم العلاء : طبت أبا السائب نفساً إنك في الجنة. فقال النبي ﷺ :» وما يدريك؟ « قالت : يا رسول الله عثمان بن مظعون قال :» أجل ما رأينا إلا خيراً والله ما أدري ما يصنع بي « ».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال « لما نزلت هذه الآية ﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ عمل رسول الله ﷺ في الخوف زماناً، فلما نزلت ﴿ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾ [ الفتح : ١ - ٢ ] اجتهد، فقيل له : تجهد نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال : أفلا أكون عبداً شكوراً؟ ».
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ قال : ثم درى نبي الله ﷺ بعد ذلك ما يفعل به يقول ﴿ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ قال : أما في الآخرة فمعاذ الله قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل، ولكن ﴿ ما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ في الدنيا، أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي، أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي ﴿ ولا بكم ﴾ أمتي المكذبة أم أمتي المصدقة أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفاً أم يخسف بها خسفاً ثم أوحي إليه ﴿ وإذا قلنا لك أن ربك أحاط بالناس ﴾ [ الاسراء : ٦٠ ] يقول : أحطت لك بالعرب لا يقتلوك، فعرف أنه لا يقتل، ثم أنزل ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ﴾ [ التوبة : ٣٣ ] يقول : أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان ثم قال له في أمته ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ [ الرعد : ٤٣ ] فأخبر الله ما صنع به وما يصنع بأمته.


الصفحة التالية
Icon