أما قوله تعالى :﴿ ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ﴾.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ﴾ قال : أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جنداً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك ﴿ ولو يشاء الله لانتصر منهم ﴾ قال : لأرسل عليهم ملكاً فدمر عليهم، وفي قوله ﴿ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ﴾ قال : نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي ﷺ يوم أُحد.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ « والذين قاتلوا » بالألف.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ﴾ الآية. قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في يوم أُحد، ورسول الله ﷺ في الشعب، وقد فشت فيهم الجراحات والقتل، وقد نادى المشركون يومئذ : أعلُ هُبَل، ونادى المسلمون الله أعلى وأجل، ففادى المشركون يوم بيوم بدر، وإن الحرب سجال لنا عُزّى ولا عُزّى لكم، فقال رسول الله ﷺ :« قولوا الله مولانا ولا مولى لكم إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون، وأما قتلاكم ففي النار يعذبون ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ويدخلهم الجنة عرفها لهم ﴾ قال : يهدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحداً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ عرفها لهم ﴾ قال : عرفهم منازلهم فيها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ﴿ ويدخلهم الجنة عرفها لهم ﴾ قال : بلغنا أن الملك الذي كان وُكّلَ بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه.