وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أفضل العبادة الدعاء وقرأ ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم... ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ ادعوني أستجب لكم... ﴾. قال : اعملوا، وابشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كعب رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية فقال : ما أعطي أحد من الأمم ما أعطيت هذه الأمة إلا بني الرجل المجتبى، يقال له : سل تعطه.
وأخرج البخاري في الأدب عن عائشة رضي الله عنها قالت :« سئل النبي ﷺ أي العبادة أفضل؟ فقال :» دعاء المرء لنفسه « ».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال : قال الله تعالى لموسى ﷺ :« قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني، ولا يبخلوني، أليس يعلمون أني أبغض البخيل فكيف أكون بخيلاً! يا موسى لا تخف مني بخلاً أن تسألني عظيماً، ولا تستحي أن تسألني صغيراً. اطلب إليَّ الدقة، واطلب إليَّ العلف لشاتك. يا موسى أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها؟ وأني لم أخلق شيئاً إلا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه، فمن يسألني مسألة وهو يعلم أني قادر أعطي وأمنع، وأعطيته مسألته مع المغفرة فإن حمدني حين أعطيته وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين، وأيما عبد لم يسألني مسألة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب
وأخرج الحكيم الترمذي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : قال عروة بن الزبير رضي الله عنه : أني لأسأل الله تعالى حوائجي في صلاتي. حتى أسأله الملح لأهلي.
وأخرج الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضي الله عنه قال : سمعت محمد بن المنكدر رضي الله عنه يدعو يقول : اللهم قوِّ ذكري، فإن فيه منفعة لأهلي.
وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البناني رضي الله عنه قال : تعبد رجل سبعين سنة، فكان يقول في دعائه : رب اجزني بعملي فادخل الجنة، فمكث فيها سبعين عاماً، فلما وفت قيل له : اخرج قد استوفيت عملك. أي شيء كان في الدنيا أوثق في نفسه، فلم يجد شيئاً أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه، فأقبل يقول في دعائه : رب سمعتك وأنا في الدنيا، وأنت تقيل العثرات فأقل اليوم عثرتي. فترك في الجنة.
أما قوله تعالى :﴿ الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ﴾.
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله ﷺ :» إن عيسى ابن مريم عليه السلام قال : يا معشر الحواريين الصلاة جامعة، فخرج الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون، وغارت العيون، واصفرت الألوان، فسار بهم عيسى عليه السلام إلى فلاة من الأرض، فقام على رأس جرثومة، فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال : يا معشر الحواريين اسمعوا ما أقول لكم. اني لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزل الله في الإِنجيل أشياء معلومة فاعملوا بها، قالوا : يا روح الله وما هي؟ قال : خلق الليل لثلاث خصال، وخلق النهار لسبع خصال، فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه. خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي كسبته في النهار ثم لا تعود فيه، وتقنت فيه قنوت الصابرين. فثلث تنام، وثلث تقوم، وثلث تتضرع إلى ربك. فهذا ما خلق له الليل، وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسأل وبها تُحاسَبْ وبر والديك، وأن تضرب في الأرض تبتغي المعيشة معيشة يومك، وأن تعود فيه ولياً لله تعالى كيما يتعهدكم الله برحمته، وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفوراً لكم، وأن تأمروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الإِيمان وقوام الدين، وأن تجاهد في سبيل الله تراحموا إبراهيم خليل الرحمن ﷺ في قبته. ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الله والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقتدر «.