وأخرج البيهقي عن أنس قال :« لما أمر رسول الله ﷺ ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله ﷺ إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال رسول الله ﷺ : اللهم إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله ﷺ لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم ».
وأخرج أحمد عن جابر ومسلم عن أم بشر عنه عن النبي ﷺ قال :« لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ﴾ قال : إنما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عبد الرحمن بن أبي أوفى في قوله ﴿ وأثابهم فتحاً قريباً ﴾ قال : خيبر.
وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في مراسيله عن الزهري قال : بلغنا أن رسول الله ﷺ لم يقسم لغائب في مقسم لم يشهده إلا يوم خيبر قسم لغيب أهل الحديبية من أجل أن الله كان أعطى أهل خيبر المسلمين من أهل الحديبية، فقال ﴿ وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ﴾ وكانت لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ﴾ قال : الوقار والصبر وهم الذين بايعوا زمان الحديبية وكانت الشجرة فيما ذكر لنا سمرة بايع النبي ﷺ أصحابه تحتها، وكانوا يومئذ خمس عشرة مائة فبايعوه على أن لا يفروا، ولم يبايعوه على الموت، ﴿ وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة ﴾ قال : هي مغانم خيبر وكانت عقاراً ومالاً فقسمها نبي الله بين أصحابه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : انصرف رسول الله ﷺ من الحديبية إلى المدينة حتى إذا كان بين المدينة ومكة نزلت عليه سورة الفتح فقال :﴿ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ﴾ إلى قوله ﴿ عزيزاً ﴾ ثم ذكر الله الأعراب ومخالفتهم للنبي ﷺ فقال :﴿ سيقول لك المخلفون من الأعراب ﴾ إلى قوله ﴿ خبيراً ﴾ ثم قال للأعراب ﴿ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون ﴾ إلى قوله ﴿ سعيراً ﴾ ثم ذكر البيعة فقال :﴿ لقد رضي الله عن المؤمنين ﴾ إلى قوله ﴿ وأثابهم فتحاً قريباً ﴾ لفتح الحديبية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ﴿ لقد رضي الله عن المؤمنين ﴾ قال : كان أهل البيعة تحت الشجرة ألفاً وخمسمائة وخمساً وعشرين.


الصفحة التالية
Icon