وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن حميد بن عبد الرحمن قال : كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال : لقد أفسد هذا وجهه أما والله ما هي السيما التي سمّى الله، ولقد صليت على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثّر السجود بين عينيّ.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن مجاهد ﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ قال : ليس الأثر في الوجه ولكن الخشوع.
وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن مجاهد ﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ قال : الخشوع والتواضع.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن سعيد بن جبير في الآية، قال : ندى الطهور وثرى الأرض.
وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الضحاك في الآية، قال : هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرّاً.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن عكرمة رضي الله عنه ﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ قال : السهر.
وأخرج ابن مردويه « عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ في قوله ﴿ سيماهم في وجوههم ﴾ قال : إن جبريل قال : إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت أنه من أهل الصلاة بأثر الوضوء، وإذا أصبحت عرفت أنه قد صلى من الليل، وهو يا محمد العفاف في الدين والحياء وحسن السمت ».
وأخرج ابن إسحق وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« كتب رسول الله ﷺ إلى يهود خيبر » بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدق لما جاء به موسى، ألا إن الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة وإنكم تجدون ذلك في كتابكم ﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾ إلى آخر السورة « ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ذلك مثلهم في التوراة ﴾ يعني مكتوب في التوراة والإِنجيل قبل أن يخلق السموات والأرض.
وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر عن عمار مولى بني هاشم قال : سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن القدر قال : إكتف منه بآخر سورة الفتح ﴿ محمد رسول الله والذين معه ﴾ إلى آخر السورة، يعني أن الله نعتهم قبل أن يخلقهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ رحماء بينهم ﴾ قال : جعل الله في قلوبهم الرحمة بعضهم لبعض ﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾ قال : علامتهم الصلاة ﴿ ذلك مثلهم في التوراة ﴾ قال : هذا المثل في التوراة ﴿ ومثلهم في الإِنجيل ﴾ قال : هذا مثل آخر ﴿ كزرعٍ أخرج شطأه ﴾ قال : هذا نعت أصحاب محمد في الإِنجيل.


الصفحة التالية
Icon