فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره، فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها، فأتوا به خالد بن الوليد. فلما قدموا المدينة حدّث الرجل أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته، ولا يعلم أحد من المسلمين جوّزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ﴿ لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ﴾ الآية، قال : نزلت في قيس بن شماس.
وأخرج الترمذي وابن حبان وابن مردويه « عن صفوان بن عسال رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية أتى رسول الله ﷺ فجعل يناديه بصوت له جهوري : يا محمد يا محمد، فقلنا : ويحك أخفض من صوتك فإنك قد نهيت عن هذا، قال : لا والله حتى أسمعه، فقال النبي ﷺ : هاؤم، قال : أرأيت رجلاً يحب قوماً ولم يلحق بهم، قال : المرء مع من أحب ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما أنزل الله ﴿ أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ﴾ قال رسول الله ﷺ : منهم ثابت بن قيس بن شماس «.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ امتحن ﴾ قال : أخلص.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : أخلص الله قلوبهم فيما أحب.
وأخرج أحمد في الزهد عن مجاهد قال : كتب إلى عمر رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر رضي الله عنه : إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها ﴿ أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ﴾.
وأخرج الحكيم الترمذي عن مكحول قال : قال رسول الله ﷺ :»
نفس ابن آدم شابة ولو التقت ترقوتاه من الكبر إلا من امتحن الله قلبه للتقوى وقليل ما هم «.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن أبي الدرداء قال : لا تزال نفس أحدكم شابة من حب الشيء ولو التقت ترقوتاه من الكبر إلا الذين امتحن الله قلوبهم وقليل ما هم.


الصفحة التالية
Icon