وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال : أتى عمر بن الخطاب رجل فقال : إن فلاناً لا يصحو، فدخل عليه عمر رضي الله عنه، فقال : إني لأجد ريح شراب يا فلان، أنت بهذا؟ فقال الرجل : يا ابن الخطاب وأنت بهذا، ألم ينهك الله أن تتجسس؟ فعرفها عمر فانطلق وتركه.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن زيد بن وهب قال : أتي ابن مسعود رضي الله عنه فقيل : هذا فلان تقطر لحيته خمراً، فقال عبدالله : إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن مردويه « عن أبي برزة الأسلمي قال : خطبنا رسول الله ﷺ، فقال :» يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمان في قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين، فإنه من اتبع عورات المسلمين فضحه الله في قعر بيته « ».
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى، فتسوّر عليه، فوجد عنده امرأة وعنده خمر، فقال : يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته، فقال : وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث. قال الله :﴿ ولا تجسسوا ﴾ وقد تجسست، وقال ﴿ وأتوا البيوت من أبوابها ﴾ [ البقرة : ١٨٩ ] وقد تسوّرت عليَّ ودخلت عليَّ بغير إذن، وقال الله ﴿ لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ﴾ [ النور : ٢٧ ] قال عمر رضي الله عنه : فهل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال : نعم، فعفا عنه وخرج وتركه.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي « عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله ﷺ حتى أسمع العواتق في الخدر ينادي بأعلى صوته » يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإِيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته « ».
وأخرج ابن مردويه « عن بريدة رضي الله عنه قال : صلينا الظهر خلف رسول الله ﷺ، فلما انفتل أقبل علينا غضبان متنفراً ينادي بصوت يسمع العواتق في جوف الخدور » يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمان قلبه لا تذموا المسلمين، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته « ».


الصفحة التالية
Icon