وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود ﴿ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ﴾ قال : رأى رسول الله ﷺ جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح؛ جناح منها سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل والدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : لما أسريَ برسول الله ﷺ انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها ﴿ إذ يغشى السدرة ما يغشى ﴾ قال : فراش من ذهب قال : وأعطي رسول الله ﷺ ثلاثاً : أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئاً من أمته المقحمات.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن سدرة المنتهى قال : إليها ينتهي علم كل عالم وما وراءها لا يعلمه إلا الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك أنه قيل له : لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها.
وأخرج ابن جرير عن شمر قال : جاء ابن عباس إلى كعب فقال : حدثني عن سدرة المنتهي قال : إنها سدرة في أصل العرش إليها ينتهي علم كل ملك مقرب أو نبي مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال : إنها سدرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علم، فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : سألت كعباً ما سدرة المنتهى؟ قال : سدرة ينتهي إليها علم الملائكة، وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم، وسألته عن جنة المأوى، فقال : جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في قوله ﴿ عند سدرة المنتهى ﴾ قال : صبو الجنة يعني وسطها جعل عليها فضول السندس والاستبرق.
وأخرج أحمد وابن جرير عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :« انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتاً وزمرداً ونحو ذلك ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله ﴿ سدرة المنتهى ﴾ قال : أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهي.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسماء بنت أبي بكر :« سمعت النبي ﷺ يصف سدرة المنتهى، قال :» يسير الراكب في الفتن منها مائة سنة يستظل بالفتن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كأن ثمرها القلال « ».


الصفحة التالية
Icon