« إن في الجنة لطيراً فيه سبعون ألف ريشة فيجيء فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة، ثم ينتفض، فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه، ثم يطير فيذهب ».
قوله تعالى :﴿ وحور عين ﴾ الآية.
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عاصم بن بهدلة قال : أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي ﴿ وحور عين ﴾ يعني بالجر.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ وحور عين ﴾ بالرفع فيهما وينوّن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله :﴿ وحور عين ﴾ قال : يحار فيهن البصر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ كأمثال اللؤلؤ المكنون ﴾ قال : الذي في الصدف لم يحور عليه الأيدي.
وأخرج هناد بن السري عن الضحاك في قوله :﴿ كأمثال اللؤلؤ المكنون ﴾ قال : اللؤلؤ العظام الذي قد أكن من أن يمسه شيء.
قوله تعالى :﴿ لا يسمعون فيها لغواً ﴾ الآية.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ لا يسمعون فيها لغواً ﴾ قال : باطلاً ﴿ ولا تأثيماً ﴾ قال : كذباً.
وأخرج هناد عن الضحاك ﴿ لا يسمعون فيها لغواً ﴾ قال : الهدر من القول، والتأثيم الكذب.
قوله تعالى :﴿ وأصحاب اليمين ﴾ الآيات.
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق حصين عن عطاء ومجاهد قال : لما سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم وفيه عسل ففعل وهو واد معجب، فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا! قالوا : يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي، فأنزل الله ﴿ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانوا يعجبون من وج وظلاله من طلحة وسدرة فأنزل الله ﴿ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ﴾.
وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل « أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية ﴿ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ﴾ فقبض يديه قبضتين فقال :» هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي « ».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي أمامة قال :« كان أصحاب رسول الله ﷺ يقولون : إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوماً، فقال : يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله ﷺ :» وما هي؟ قال : السدر فإن لها شوكاً، فقال رسول الله ﷺ : أليس يقول الله :﴿ في سدر مخضود ﴾ يخضده الله من شوكة فيجعل مكان كل شوكة ثمرة إنها تنبت ثمراً يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لوناً من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر « ».