وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس « أن خولة أو خويلة أتت النبي ﷺ فقالت : يا رسول الله إن زوجي ظاهر مني، فقال لها النبي ﷺ : ما أراك إلا قد حرمت عليه، فقالت أشكو إلى الله فاقتي، فأنزل الله ﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال في القرآن ما أنزل الله جملة واحدة ﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ﴾ كان هذا قبل أن تخلق خولة لو أن خولة أرادت أن لا تجادل لم يكن ذلك لأن الله كان قد قدر ذلك عليها قبل أن يخلقها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ﴾ وذلك « أن خولة امرأة من الأنصار ظاهر منها زوجها، فقال : أنت عليّ كظهر أمي فأتت رسول الله ﷺ فقالت : إن زوجي كان تزوجني وأنا أحب الناس إليه حتى إذا كبرت ودخلت في السن قال : أنت عليّ كظهر أمي وتركني إلى غير أحد، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني وإياه بها فحدثني بها، قال : والله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن، ولكن ارجعي إلى بيتك فإن أومر بشيء لا أعميه عليك إن شاء الله، فرجعت إلى بيتها فأنزل الله على رسوله ﷺ في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها فقال :﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ﴾ إلى قوله :﴿ عذاب أليم ﴾ فأرسل إلى زوجها، فقال : هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ قال : إذن يذهب مالي كله، الرقبة غالية وأنا قليل المال، قال : هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال : والله لولا أني آكل كل يوم ثلاث مرات لكلّ بصري، قال : هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ قال : لا والله إلا أن تعينني، قال : إني معينك بخمسة عشر صاعاً ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه « أن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله ﷺ فقالت : ظاهر مني زوجي حين كبر سني ودق عظمي فأنزل الله آية الظهار، فقال رسول الله ﷺ :» أعتق رقبة قال : مالي بذلك يدان، فصم شهرين متتابعين، قال : إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم ثلاث مرات يكل بصري، فأطعم ستين مسكيناً قال : ما أجد إلا أن تعينني فدعا رسول الله ﷺ خمسة عشر صاعاً حتى جمع الله له أهله « ».


الصفحة التالية
Icon