وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة والطبراني والبغوي في معجمه والحاكم وصححه والبيهقي « عن سلمة بن صخر الأنصاري قال : كنت رجلاً قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقاً من أن أصيب منها في ليلى فأتتابع في ذلك ولا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح، فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف لي منها شيء، فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري، فقلت : انطلقوا معي إلى رسول الله ﷺ، فأخبره بأمري، فقالوا : لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن، أو يقول فينا رسول الله ﷺ مقالة يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، فخرجت فأتيت رسول الله ﷺ فأخبرته خبري فقال : أنت بذاك؟ قلت : أنا بذاك، قال : أنت بذاك؟ قلت : أنا بذاك قال : أنت بذاك؟ قلت : أنا بذاك، وها أنا ذا فامض فيّ حكم الله فإني صابر لذلك قال : أعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدي قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها، فصم شهرين متتابعين، قلت : وهل أصابني ما اصابني إلا في الصيام؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً، قلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وبني ما لنا عشاء، قال : اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له، فليدفعها إليك، فأطعم عنك منها وسقاً ستين مسكيناً، ثم استعن بسائرها عليك وعلى عيالك، فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله ﷺ السعة والبركة، أمر لي بصدقتكم فدفعوها إليه ».


الصفحة التالية
Icon