وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه قال : أنزلت هذه الآية يوم الفتح، فبايع رسول الله ﷺ الرجال على الصفا وعمر يبايع النساء تحتها عن رسول الله ﷺ.
وأخرج أحمد وابن سعد وأبو داود وأبو يعلى وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن إسمعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية رضي الله عنها قالت : لما قدم رسول الله ﷺ المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إليهن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام على الباب فسلم، فقال : أنا رسول الله ﷺ إليكن تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئاً ولا تسرقن ولا تزنين الآية. قلنا : نعم فمد يده من خارج البيت، ومددنا أيدينا من داخل البيت. قال إسمعيل : فسألت جدتي عن قوله تعالى :﴿ ولا يعصينك في معروف ﴾ قالت : نهانا عن النياحة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وابن مردويه « عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : بايعت النبي ﷺ في نسوة فقال :» إني لا أصافحكن، ولكن آخذ عليكن ما أخذ الله « ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد عن الشعبي رضي الله عنه قال :« كان رسول الله ﷺ يبايع النساء، ووضع على يده ثوباً، فلما كان بعد كان يخبر النساء فيقرأ عليهن هذه الآية ﴿ يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ﴾ فإذا أقررن قال : قد بايعنكن، حتى جاءت هند امرأة أبي سفيان، فلما قال :﴿ ولا يزنين ﴾ قالت : أو تزني الحرة؟ لقد كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالإِسلام؟ فقال :﴿ ولا يقتلن أولادهن ﴾ قالت : أنت قتلت آباءهم وتوصينا بأبنائهم، فضحك رسول الله ﷺ فقال :﴿ ولا يسرقن ﴾ فقالت : يا رسول الله إني أصبت من مال أبي سفيان، فرخص لها ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : قل لهن : إن رسول الله ﷺ يبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً، وكانت هند متنكرة في النساء، فقال لعمر : قل لها ﴿ ولا يسرقن ﴾ قالت هند : والله إني لأصيب من مال أبي سفيان الهنة، فقال :﴿ ولا يزنين ﴾ فقالت : وهل تزني الحرة؟ فقال :﴿ ولا يقتلن أولادهن ﴾ قالت هند : أنت قتلتهم يوم بدر، قال :﴿ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف ﴾ قال : منعهن أن يَنُحْنَ، وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور.


الصفحة التالية
Icon