وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن يونس بن يزيد رضي الله عنه قال : سمعت الزهري رضي الله عنه، سئل عن قول الله ﴿ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً ﴾ الآية قال : نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين، فالكلام كلام الله الذي كلم به موسى من وراء حجاب، والوحي ما يوحي الله به إلى نبي من أنبيائه، فيثبت الله ما أراد من وحيه في قلب النبي، فيتكلم به النبي ويعيه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحداً من الأنبياء ولكنه سر غيب بين الله ورسله، ومنه ما يتكلم به الأنبياء عليهم السلام ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته، ولكنهم يحدثون به الناس حديثاً، ويبينون لهم أن الله أمرهم أن يبينوه للناس، ويبلغوهم، ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء من اصطفى من ملائكته، فيكلمون أنبياءه، ومن الوحي ما يرسل به إلى من يشاء، فيوحون به وحياً في قلوب من يشاء من رسله.
وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي، عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله ﷺ كيف يأتيك الوحي؟ قال :« أحيانا يأتيني الملك في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وهو أشده علي وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول » قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم، وإن جبينه ليتفصد عرقاً.
وأخرج أبو يعلى والعقيلي والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه، عن سهل بن سعد وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قالا : قال رسول الله ﷺ :« دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما يسمع من نفس من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسه ».


الصفحة التالية
Icon