أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : القرآن شرف لك ولقومك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإنه لذكر لك ﴾ يعني القرآن، ولقومك، يعني من اتبعك من أمتك.
وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن مجاهد في قوله :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : يقال ممن هذا الرجل؟ فيقال : من العرب، فيقال : من أي العرب؟ فيقال : من قريش، فيقال : من أي قريش؟ فيقال : من بني هاشم.
وأخرج ابن عدي وابن مردويه، عن علي وابن عباس قالا : كان رسول الله ﷺ يعرض نفسه على القبائل بمكة، ويعدهم الظهور، فإذا قالوا لمن الملك بعدك؟ أمسك، فلم يجبهم بشيء، لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ فكان بعد إذا سئل قال : لقريش، فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك.
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : كنت قاعداً عند رسول الله ﷺ فقال :« الا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي، فشرفني فيهم فقال :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾ فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه، ثم قال ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ [ الشعراء : ٢١٤ ] ﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾ [ الشعراء : ٢١٥ ] يعني قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، ان الله قلب العباد ظهراً وبطناً، فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه ﴿ ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ﴾ [ إبراهيم : ٢٤ ] يعني بها قريشاً ( أصلها ثابت ) يقول : أصلها كَرَمٌ، ﴿ وفرعها في السماء ﴾، يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإِسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله. ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة ﴿ لإِيلاف قريش ﴾ [ قريش، الآية : ١-٤ ] إلى آخرها » قال عدي بن حاتم : ما رأيت رسول الله ﷺ ذكر عنده قريش بخير قط، إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه، وكان كثيراً ما يتلوا هذه الآية ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾.


الصفحة التالية
Icon