فلم يثبتهما في آخر القرآن، والإختلاف بينهم في موضع الإثبات غير الكلام في الأصل، ألا ترى أنهم قد اختلفوا في أول ما نزل من القرآن: فمنهم من قال: قوله: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (١).
ومنهم من قال: (يَا أَيُّهَا الْمُدثَّرُ) (٢).
ومنهم من قال: فاتحة الكتاب (٣).
واختلفوا أيضاً في آخر ما أنزل (٤) : فقال ابن عباس: (إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ) (٥).
وقالت عائشة: سورة المائدة.
وقال البراء بن عازب (٦) : آخر ما أنزل سورة براءة.
وقال سعيد بن جبير (٧) : آخر ما أنزل قوله تعالى: (واتَّقُواْ يَومَاً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلى اللَّهِ) (٨).
وقال السدي (٩) : آخر ما أنزل (فَإِنْ تَوَلَّوا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، عليه توكلت) (١٠).

(١) سورة العلق: ١ وهذا القول هو الصحيح، وهو أول قول أورده السيوطي في الاتقان ١ / ٣٩ (٢) سورة المدثر: ١ وهذا القول في الاتقان ١ / ٤٠ (٣) انظره في الاتقان ١ / ٤٠ (٤) راجع أقوال العلماء في ذلك في الاتقان ١ / ٤٤ - ٤٨ (٥) سورة النصر: ١ (٦) هو أبو عمارة البراء بن عازب بن الحارث بن عدى بن جشم بن مجدعة الاوسي الانصاري، استصغره الرسول ﷺ يوم بدر فرده، ثم غزا معه خمسة عشرة غزوة.
وتوفى سنة اثنتين وسبعين وقيل: سنة إحدى وسبعين.
راجع تاريخ الاسلام ٣ / ١٣٩ وخلاصة تذهيب الكمال ص ٣٩ والمعارف ص ١٤٢ (٧) كتب سعيد بن جبير لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لابي بردة وهو على القضاء وبيت المال.
وخرج مع ابن الاشعث، فلما انهزم أصحاب ابن الاشعث من دير الجماجم، هرب سعيد إلى مكة، فأخذه خالد بن عبد الله القسرى، وكان والى الوليد بن عبد الملك على مكة، فبعث به إلى الحجاج، فأمر الحجاج فضربت عنقه سنة أربع وتسعين، راجع المعارف ص ١٩٧ (٨) سورة البقرة: ٢٨١
(٩) هو إسماعيل بن عبد الرحمن، مولى قريش حجازى الاصل، رأى ابن عمر وابن عباس.
وروى عن أنس بن مالك.
توفى سنة سبع وعشرين ومائة، في إمارة ابن هبيرة على العراق.
انظر اللباب ١ / ٥٣٧ وخلاصة تذهيب الكمال ص ٣٠ (١٠) سورة التوبة: ١٢٩ (*)


الصفحة التالية
Icon