فصل إن قيل، هل من شرط المعجز أن (١) يعلم أنه أتى به من ظهر عليه؟ قيل: لا بد من ذلك، لانا إن (٢) لم نعلم أن النبي ﷺ هو الذى أتى بالقرآن، ظهر ذلك من جهته - لم يمكن أن نستدل به على نبوته.
وعلى هذا لو تلقى رجل منه سورة، فأتى بها بلداً، وادعى ظهورها عليه، وإنها معجزة له - لم تقم الحجة عليهم حتى يبحثوا ويتبينوا أنها ظهرت عليه.
وقد تحققنا (٣) أن القرآن أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر من جهته، وجعله علماً على نبوته، وعلمنا ذلك ضرورة فصار حجة علينا.
(١) م: " وأنه " (٢) سقطت من ك (٣) كذا في م، ا، ب، ك.
وفى س " حققنا " (*)
وفى س " حققنا " (*)