وألَّف يعقوب بن إسحاق الحضرمي -المتوفَّى سنة ٢٠٥- كتابًا سماه الجامع، جَمَعَ فيه عامة اختلاف وجوه القرآن، ونَسَبَ كل حرف إلى مَن قرأ به فيما يقول الزبيدي١.
ويقول ابن الجزري في النشر عن أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفَّى سنة ٢٢٤هـ: إنه كان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب، وجعلها فيما أحسب خمسًا وعشرين قراءة مع السبعة٢.
ويقول ابن النديم عن محمد بن يزيد المبرد المتوفَّى سنة ٢٨٥: إنه ألف فيما ألف كتاب احتجاج القراءة٣.
ثم يجيء أبو بكر بن مجاهد -المتوفَّى ٣٢٤هـ- فيؤلف كتابه الموسوم بقراءات السبعة، فيكون هو أول من سبَّع السبعة كما يقولون٤، فأوحى كتابه هذا إلى العلماء بدراسات شتى تدور عليه أو تتصل به.
أ- فشرع أبو بكر محمد بن السري -المتوفَّى سنة ٣١٦- في تأليف كتاب يحتج فيه للقراءات الواردة في كتاب ابن مجاهد، فأَتَمَّ سورة الفاتحة، وجزءًا من سورة البقرة، ثم أمسك٥.
ب - وألف أبو ظاهر عبد الواحد البزار -المتوفَّى سنة ٣٤٩هـ- كتاب الانتصار لحمزة٦.
ج- وألف محمد بن الحسن الأنصاري -المتوفَّى سنة ٣٥١هـ- كتاب السبعة بعللها الكبير٧.
د- وألف أبو بكر محمد بن الحسن بن مِقسم العطار المتوفَّى سنة ٣٦٢هـ:
١- كتاب احتجاج القراءات.
٢- كتاب السبعة بعللها الكبير.
٣- كتاب السبعة الأوسط.
٤- كتاب السبعة الأصغر٨.
هـ - وألف أبو علي الفارسي -المتوفَّى سنة ٣٧٧- كتاب الحجة في الاحتجاج للقراءات السبعة.
و ويجيء ابن جني -المتوفَّى سنة ٣٩٢- فيوحي إليه كتاب الحجة بالاحتجاج للقراءت الشاذة.
وبعد، فكأنما كان تأليف القراء الكتب في جمع القراءات ونسبتها والبحث عن أسنادها داعيًا لعلماء اللغة أن يؤلفوا الكتب في الاحتجاج لها، فقد مُهدت أمامهم السبيل، ومُدت لهم الأسباب، فكان جمع القراءات الخطوة الأولى والاحتجاج لها الخطوة التالية، والله أعلم.
٢ كشف الظنون: ٢/ ٢٢٠.
٣ الفهرست: ٨٨.
٤ إبراز المعاني: ٥.
٥ انظر: خطبة الحجة للفارسي.
٦ الفهرست: ٤٨.
٧ الفهرست: ٥٠.
٨ المصدر السابق: ٤٩.