فأين هذا من قوله:
هذا الذي تَعْرِف البطحاء وطأته | والبيت يعرفه والحل والحرم؟ ١ |
من حديث نَمَى إليَّ فما أطـ | ـعَمُ غُمْضًا ولا ألذ شرابي٢ |
على كل حال يأكل المرء زادَه | من الضر والبأساء والحدَثان |
وأما من قرأ: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ فوجه تعريفهم ومعناه: أنكم قد عرفتم حال مَن قبله من الرسل في أنهم لم يطالبوا بأفعال مَن خالفهم، وكذلك هو صلى الله عليه وسلم، فلما كان موضع تنبيه لهم كان الأليق به أو يومئ إلى أمر معروف عندهم.
ومن ذلك قراءة الأعمش، فيما رواه القطعي٥ عن أبي زيد عن المفضَّل عن الأعمش: "ومَن
١ للحزين الكناني، واسمه عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك، أحد بني عبد مناة بن كنانة، يقوله في عبد الله بن عبد الملك بن مَرْوان، وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم حسن الوجه، والناس يروون هذه الأبيات للفرزدق في مدح علي بن الحسين، ولم أعثر عليها في ديوانه. وانظر: الحماسة: ٢/ ٢٦٩.
٢ يروى:
وهو لعلفاء بن الحارث. معجم الشعراء: ٤٢٣.
٣ سورة غافر: ٧٨.
٤ سورة آل عمران: ٤٤.
٥ هو محمد بن يحيى بن مهران أبو عبد الله القطعي البصري، إمام مقرئ، مؤلف متصدر، أخذ القراءة عرضًا عن أيوب بن المتوكل وهو أكبر أصحابه، وروى الحروف سماعًا عن أبي زيد الأنصاري وغيره، وروى القراءة عنه أحمد بن علي الخزاز وغيره. طبقات القراء: ٢/ ٢٧٨.
٢ يروى:
من حديث نمى إليَّ فما ير | قأ دمعي وما أسيغ شرابي |
٣ سورة غافر: ٧٨.
٤ سورة آل عمران: ٤٤.
٥ هو محمد بن يحيى بن مهران أبو عبد الله القطعي البصري، إمام مقرئ، مؤلف متصدر، أخذ القراءة عرضًا عن أيوب بن المتوكل وهو أكبر أصحابه، وروى الحروف سماعًا عن أبي زيد الأنصاري وغيره، وروى القراءة عنه أحمد بن علي الخزاز وغيره. طبقات القراء: ٢/ ٢٧٨.