ومن ذلك قراءة الحسن والزهري: "أَوْ كَانُوا غُزًا"١ خفيفة الزاي.
قال أبو الفتح: وجهه عندي أن يكون أراد غزاة، فحذف الهاء إخلادًا إلى قراءة من قرأ: "غُزَّى" بالتشديد، ولا يُستنكر هذا؛ فإن الحرف إذا كان فيه لغتان متقاربتان فكثيرًا ما تتجاذب هذه طرفًا من حكم هذه.
قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن٢ عن أحمد بن يحيى لبلال بن جرير:
إذا خفتهم أو سآيلتهم | وجدتَ بهم علة حاضره٣ |
أبَى الذمَّ أخلاق الكسائي وانتحى | به المجد أخلاق الأُبُو السوابق٤ |
ووجه آخر؛ وهو أن يكون مخففًا من "غُزًّى"، ونظيره قراءة علي عليه السلام: "وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كِذَابًا"٥، وبابه "كذَّابًا" كقراءة الجماعة. وقد يجوز أن يكون "كِذَابًا" مصدر كذَب الخفيفة، جرى على الثقيلة لدلالة الفعل على صاحبه، والقول الأول أقوى.
ومن ذلك قراءة ابن عباس فيما رواه عنه عمرو: "وشاوِرْهُمْ في بَعْض الأمر"٦.
١ قراءة الجمهور: ﴿غُزًّى﴾ بتشديد الزاي. سورة آل عمران: ١٥٦.
٢ هو محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر العطار المقرئ النحوي عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف، مشهور بالضبط والإتقان؛ إلا أنه سلك مسلك ابن شنبوذ، فاختار حروفًا خالف فيها أئمة العامة، ولد سنة ٢٦٥، وتوفي سنة ٣٥٥، وقيل: سنة ٣٥٤. بغية الوعاة: ٣٦.
٣ انظر: الخصائص: ٣/ ١٤٦، ٢٨٠.
٤ انظر: البحر المحيط: ٣/ ٩٣.
٥ سورة النبأ: ٢٨، وبالتخفيف يقرأ الكسائي. إتحاف فضلاء البشر: ٢٦٦.
٦ سورة آل عمران: ١٥٩.
٢ هو محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر العطار المقرئ النحوي عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف، مشهور بالضبط والإتقان؛ إلا أنه سلك مسلك ابن شنبوذ، فاختار حروفًا خالف فيها أئمة العامة، ولد سنة ٢٦٥، وتوفي سنة ٣٥٥، وقيل: سنة ٣٥٤. بغية الوعاة: ٣٦.
٣ انظر: الخصائص: ٣/ ١٤٦، ٢٨٠.
٤ انظر: البحر المحيط: ٣/ ٩٣.
٥ سورة النبأ: ٢٨، وبالتخفيف يقرأ الكسائي. إتحاف فضلاء البشر: ٢٦٦.
٦ سورة آل عمران: ١٥٩.