وأنني حيثما يسري الهوى بصري | من حَوْثُما سلكوا أثنى فأَنظور١ |
عَيْطاء جَمَّاء العِظَام عُطْبولْ | كأَن في أنيابها القَرَنْفولْ٢ |
ومن ذلك قراءة مجاهد: "فَلا تَشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ"٣، وقرأ أيضًا: "فَلا يَشْمَتْ بِيَ الْأَعْدَاءُ".
قال أبو الفتح: الذي رويناه عن قطرب في هذا أن قراءة مجاهد: "فَلا تَشْمَتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ" رفع -كما ترى- بفعلهم، فالظاهر أن انصرافه إلى الأعداء، ومحصوله: يا رب، با تُشْمِتْ أنت بي الأعداء، كقراءة الجماعة.
فأما مع النصب فإنه كأنه قال: لا تَشْمَتْ بي أنت يا رب، وجاز هذا كما قال سبحانه: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ ٤ ونحوه مما يجري هذا المجرى، ثم عاد إلى المراد فأضمر فعلًا نصب به الأعداء٥، فكأنه قال: لا تُشْمِتْ بي الأعداء، كقراءة الجماعة.
١ ينسبه الزوزني في شرح المعلقات السبع "١٤٤" إلى إبراهيم بن هرمة.
يُروى: "وأنني حوثما يثني"، ويُروى: "يشري" بالشين مكان "يسري"، ويروى: "حيثما" في الشطرين، وحوث: لغة في حيث، ويشري مضارع اشريته، متعدي شري البرق من باب فرح إذا كثر لمعانه، وشري زمام الناقة إذا كثر اضطرابه، وانظر: سر صناعة الإعراب: ١/ ٣، والخزانة: ١/ ٥٨.
٢ رُوي: "ممكورة جم العظام"، العيطاء: الطويلة العنق، والمكمورة: المطوية الخلق من النساء، العطبول: المرأة الفتية الجميلة العنق. وانظر: الخصائص: ٣/ ١٢٤، واللسان "قرنفل".
٣ سورة الأعراف: ١٥٠، وقراءة مجاهد هذه برفع "الأعداء " ونصبها.
٤ سورة البقرة: ١٥.
٥ قال في البحر المحيط ٤/ ٣٩٦: وهذ خروج عن الظاهر، وتكلف في الإعراب. وقد روي: تعدى يشمت لغة، فلا يتكلف أنها لازمة مع نصب الأعداء، وأيضًا قوله: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم﴾ إنما ذلك على سبيل المقابلة لقولهم: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون﴾ فقال: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم﴾، وكقوله: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾، ولا يجوز ذلك ابتداء من غير مقابلة.
يُروى: "وأنني حوثما يثني"، ويُروى: "يشري" بالشين مكان "يسري"، ويروى: "حيثما" في الشطرين، وحوث: لغة في حيث، ويشري مضارع اشريته، متعدي شري البرق من باب فرح إذا كثر لمعانه، وشري زمام الناقة إذا كثر اضطرابه، وانظر: سر صناعة الإعراب: ١/ ٣، والخزانة: ١/ ٥٨.
٢ رُوي: "ممكورة جم العظام"، العيطاء: الطويلة العنق، والمكمورة: المطوية الخلق من النساء، العطبول: المرأة الفتية الجميلة العنق. وانظر: الخصائص: ٣/ ١٢٤، واللسان "قرنفل".
٣ سورة الأعراف: ١٥٠، وقراءة مجاهد هذه برفع "الأعداء " ونصبها.
٤ سورة البقرة: ١٥.
٥ قال في البحر المحيط ٤/ ٣٩٦: وهذ خروج عن الظاهر، وتكلف في الإعراب. وقد روي: تعدى يشمت لغة، فلا يتكلف أنها لازمة مع نصب الأعداء، وأيضًا قوله: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم﴾ إنما ذلك على سبيل المقابلة لقولهم: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون﴾ فقال: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم﴾، وكقوله: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾، ولا يجوز ذلك ابتداء من غير مقابلة.