عن أبي حاتم، وروينا أيضًا في كتاب أبي علي محمد بن المستنير قطرب١ من هذه الشواذ صدرًا كبيرًا، غير أن كتاب أبي حاتم أجمعُ من كتاب قطرب لذلك؛ من حيث كان مقصورًا على ذكر القراءات، عاريًا من الإسهاب في التعليل والاستشهادات التي انحطَّ قطرب فيها، وتناهى إلى متباعد غاياتها.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن وكيع، عن أبي الحسن أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي، قال: حدثني محمد بن صالح المصري٢ ورَّاق على بن قطرب، قال: قرأت على أبي محمد بن المستنير قطرب من سورة النحل إلى آخر القرآن، قال: وقرأت على علي بن قطرب من البقرة إلى النحل عن أبيه محمد بن المستنير بمصر في سنة تسع وأربعين ومائتين.
قال أبو الحسن الدمشقي: وحدثني أبو بكر العبدي بسر من رأى "٣ظ" في سنة سبع وخمسين ومائتين، قال: سمعت أبا علي محمد بن المستنير قطربًا يمليه في مدينة السلام، فكتبت منه من البقرة إلى سورة مريم ثم قطع قطع الكتاب، قال: وسمع مني أبو بكر العبدي من سورة مريم إلى آخر الكتاب، وسمعت منه من فاتحة الكتاب إلى سورة مريم.
وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي سماعًا مع من قرأ عليه كثيرًا من هذا الكتاب، وأنا حاضره عن أبي الحسن بن محمد بن عثمان الفارسي عن الدمشقي أيضًا، وأخبرنا أيضًا بما في كتاب المعاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج٣ بسماعه منه، وبمعاني الفراء عن ابن مجاهد عن الفراء، وروينا غير ذلك مما سنذكر سنده وقت إحضاره المقول على مشكله إن شاء الله.
اللهم أخلص أعمالنا لوجهك، وأَوسعنا من عافيتك وعفوك؛ إنك سميع الدعاء، فعَّال لما تشاء.
٢ كذا في ك، وفي الأصل: محمد بن طلح.
٣ هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، تلميذ المبرد، وله من التصانيف: معاني القرآن، والاشتقاق، ومختصر النحو وغيرها، توفي سنة ٣١١. بغية الوعاة: ١٧٩.