ولا أربع مئات إلا مستكرهًا وشاذًّا، فكما ساغ هذا وغيره في أسماء العدد قالوا أيضًا: "اثنتا عَشَرَة" في قراءة الأعمش هذه، وينبغي أن يكون قد روى ذلك رواية، ولم يره رأيًا لنفسه.
وعلى ذلك ما يُروى: من أن أبا عمرو حضر عند الأعمش فروى الأعمش: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتخولنا بالموعظة١، فقال أبو عمرو: إنما هو يتخوننا بالنون، فأقام الأعمش على اللام، فقال له أبو عمرو: إن شئت أعلمتك أن الله لم يعلمك من هذا الشأن حرفًا فعلت، فسأل عنه الأعمش، فلما عرف أبا عمرو وكبر عنده وأصغى إليه، وعلى أن هذا الذي أنكره أبو عمرو صحيح عندنا؛ وذلك أن معنى يتخولنا: يتعهدنا، فهو من قوله:
يساقِطُ عنه ورقُه ضارياتِها | سِقاط حديد القَين أَخول أَخولا٢ |
ومن تحريف ألفاظ العدد ما أنشده أبو زيد في نوادره:
علام قتل مسلم تعمُّدا | مذ سنة وخَمِسُون عددا٦ |
مُشْتَبِهِ الأَعلَامِ لَمَّاعِ الْخَفَق٧
١ الحديث في البخاري في كتاب العلم، وانظر: الخصائص ٢/ ١٣٠.
٢ البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، يصف الثور وهو يردع عنه الكلاب.
والروق: القرن، حديد القين: الشرار. وانظر: الخصائص: ٢/ ١٣٠، ٣/ ٢٩٠، واللسان: "سقط".
٣ انظر: الخصائص: ٢/ ١٢٩.
٤ من معاني العضر فوط: ذكر العظاء.
٥ من معاني اليستعور: الثوب يجعل على عجز البعير.
٦ انظر: النوادر: ١٦٥، والخصائص: ٢/ ٧٧.
٧ لرؤبة، وقبله:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
الأعماق: النواحي القاصية، وعمق كل شيء: قعره ومنتهاه، المخترق: مكان الاختراق، اللماع: الذي يلمع سرابه يصف المفازة، وقوله: لماع الخفق؛ أي يلمع فيه السراب؛ أي يضطرب. وانظر: الديوان: ١٠٤، والمنصف: ٢/ ٣٠٨.
٢ البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، يصف الثور وهو يردع عنه الكلاب.
والروق: القرن، حديد القين: الشرار. وانظر: الخصائص: ٢/ ١٣٠، ٣/ ٢٩٠، واللسان: "سقط".
٣ انظر: الخصائص: ٢/ ١٢٩.
٤ من معاني العضر فوط: ذكر العظاء.
٥ من معاني اليستعور: الثوب يجعل على عجز البعير.
٦ انظر: النوادر: ١٦٥، والخصائص: ٢/ ٧٧.
٧ لرؤبة، وقبله:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
الأعماق: النواحي القاصية، وعمق كل شيء: قعره ومنتهاه، المخترق: مكان الاختراق، اللماع: الذي يلمع سرابه يصف المفازة، وقوله: لماع الخفق؛ أي يلمع فيه السراب؛ أي يضطرب. وانظر: الديوان: ١٠٤، والمنصف: ٢/ ٣٠٨.