وأليث الشجر١، وأسوأَ الرجل. ولو خرج على منهج إعلال مثله لم يُخَفْ فيه توالي إعلالين كان خروج آيدت على الصحة لما كان يعقب إعلال عينه من اجتماع إعلالها مع إعلال الفاء قبلها أولى وأجدر؛ فقد ثبت أن قراءة مجاهد: "إذ آيدتك" إنما هو أفعلتك لا فاعلتك، كما ظن ابن مجاهد.
ومن ذلك قراءة يحيى بن يعمر: "جَبرَئِلّ"٢ مشددة اللام، بوزن جبرَعِل، وعنه أيضًا وعن فياض بن غزوان٣: "جَبْرَائيل" بوزن جَبْرَاعيل، بهمزة بعد الألف، وبهذا الوزن من غير همز بياءين عن الأعمش، و"مِيكاييل" من غير همز أيضًا ممدود، وقرأ "مِيكَئِلَ" بوزن ميكعل ابن هرمز الأعرج٤ وابن محيصن.
قال أبو الفتح: أما على الجملة فقد ذكرنا في كتابنا هذا وفي غيره من كتبنا: أن العرب إذا نطقت بالأعجمي خلَّطت فيه، وأنشدنا في ذلك ما أنشدَناه أبو علي من قول الراجز:
هل تعرف الدار لأم الخزرج | منها فظَلْت اليومَ كالمزَرَّج٥ |
اشرب براووق حُبيت به | وانْعم صباحًا أيها الجبر٦ |
٢ سورة البقرة: ٩٧، ٩٨.
٣ هو فياض بن غزوان الضبي الكوفي، مقرئ موثق، أخذ القراءة عرضًا عن طلحة بن مصرف، وروى الحروف عنه طلحة بن سليمان السمان. انظر: طبقات ابن الجزري: ٢/ ١٣.
٤ هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني، تابعي جليل، أخذ القراءة عرضًا عن أبي هريرة وابن عباس، وروى القراءة عنه عرضًا نافع بن أبي نعيم، نزل الإسكندرية ومات بها سنة ١٢٧. طبقات ابن الجزري: ١/ ٣٨١.
٥ انظر الصفحة ٨٠ من هذا الجزء.
٦ انظر: الخصائص: ٢/ ٢١، واللسان: "جبر".