قال زهير:
مكلل بأصول النبت تنسجه | ريح خريق لضاحي مائه حبك١ |
وأما "الحبك" ففعل، وذلك قليل، منه: إبل، وإطل٢، وامرأة بلز٣، وبأسنانه حبر٤.
وأما "الحبك" فمخفف منه، كإبل، وإطل.
وأما "الحبك" بكسر الحاء، وضم الباء فأحسبه سهوا. وذلك أنه ليس في كلامهم فعل أصلا، بكسر الفاء، وضم العين. وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنه ليس ف اسم ولا فعل أصلا والبتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان: بالكسر، والضم. فكأنه كسر الحاء يريد "الحبك"، وأدركه ضم الباء على صورة "الحبك" وقد يعرض هذا التداخل في اللفظة الواحدة، قال بلال بن جرير:
إذا جئتهم أو سآيلتهم | وجدت بهم علة حاضرة٥ |
١ روي "النجم" مكان "النبت". والنجم: كل نبات ليس له ساق ينبت حول الماء كالإكليل أو هو نبات له أرومة وأصل، لكنه قصير. ريح خريق: شديدة الهبوب. والضاحي: البارز للشمس. يصف ماء فيقول: إذا مرت به الريح علته طرائق من كثرته تبدو على ما بدا منه للشمس. وانظر الديوان: ١٧٦.
٢ الأطل: الخاصرة.
٣ امرأة بلز: ضخمة.
٤ الحبر: صفرة تشوب الأسنان.
٥ انظر الصفحة ١٧٥ من الجزء الأول.
٦ يأخذ الرضى على أبي الفتح في شرح الشافية "١: ٣٩" أن الحبك -بضمتين- جمع الحباك- وهو الطريقة في الرمل ونحوه، والحبك -بكسرتين- مفرد، وأنه يبعد تركيب اسم من مفرد وجمع. وهذا الذي يقوله الرضى مسلم في التركيب من لغتين، لأنه حينئذ أخذ من مفرد وجمع. أما التركيب من قراءتين -أن صح الأخذ به- فلا يبدو بعيدا، لأن قراءتي الجمع والمفرد مرويتان، والقارئ بالتركيت منهما يريد أن يروي ما يؤثر لا التعبير عما يريد التعبير عنه.
٢ الأطل: الخاصرة.
٣ امرأة بلز: ضخمة.
٤ الحبر: صفرة تشوب الأسنان.
٥ انظر الصفحة ١٧٥ من الجزء الأول.
٦ يأخذ الرضى على أبي الفتح في شرح الشافية "١: ٣٩" أن الحبك -بضمتين- جمع الحباك- وهو الطريقة في الرمل ونحوه، والحبك -بكسرتين- مفرد، وأنه يبعد تركيب اسم من مفرد وجمع. وهذا الذي يقوله الرضى مسلم في التركيب من لغتين، لأنه حينئذ أخذ من مفرد وجمع. أما التركيب من قراءتين -أن صح الأخذ به- فلا يبدو بعيدا، لأن قراءتي الجمع والمفرد مرويتان، والقارئ بالتركيت منهما يريد أن يروي ما يؤثر لا التعبير عما يريد التعبير عنه.