ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن مسعود والأعمش، - بخلاف- ومجاهد وسليمان التيمي١ "وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مِدَادًا٢"٠
قال أبو الفتح: "مدادًا" منصوب على التمييز، أي: بمثله من "المداد"؛ فهو كقولك: لي مثلُه عبدًا، أي: من العبيد، وعلى التمرة مثلها زبدًا، أي: من الزبد. وأما ﴿مَدَدًا﴾ فمنصوب على الحال، كقولك: جئتك بزيد عونا لك ويدًا معك، وإن شئت نصبته على المصدر بفعل مضمر يدل عليه قوله ﴿جِئْنَا بِمِثْلِهِ﴾ كأنه قال: ولو أمددناه به إمدادا، ثم وضع "مددًا"٣ موضع إمداد، ولهذا نظائر كثيرة.
١ هو سليمان بن بلال التيمي القرشي مولاهم، أبو محمد، ويقال أبو أيوب المدني، روى عن زيد بن أسلم وعبد الله بن دينار وصالح بن كيسان وغيرهم، وروى عنه عبد الله بن المبارك وأبو سلمة الخزاعي وعبد الله بن وهب وغيرهم، وكان ثقة صالحا كثير الحديث. مات بالمدينة سنة ١٧٢، وقيل غير ذلك. تهذيب التهذيب: ٤: ١٧٥.
٢ سورة الكهف: ١٠٩.
٣ في نسختي الأصل "مِدَادًا"، والسياق يقتضي "مَدَدًا". وانظر البحر: ٦: ١٦٩.
٢ سورة الكهف: ١٠٩.
٣ في نسختي الأصل "مِدَادًا"، والسياق يقتضي "مَدَدًا". وانظر البحر: ٦: ١٦٩.