والأمر في ذلك أشهر، وإنما [١٠٤ظ] أراد أن أيديها اختضبن بالدم فاحمررن، فذكر نَعْمة اليد، لأنها مما يصحبها الخضاب.
وعليه قال الآخر:
كأنَّ أيديهِنَّ بالقاعِ القَرِقْ | أيدِي عَذارٍ يَتَعاطَينَ الوَرِقْ١ |
أمِنْكِ البرقُ أرقبُهُ فَهاجَا | فَبِتُّ أَظُنُّه دُهْمًا خِلاجا٢؟ |
ومن ذلك قراءة مجاهد وحميد بن قيس: "خَاسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ"٣.
قال أبو الفتح: هذا منصوب على الحال، أي: انقلب على وجهه خاسرا، وقراءة٤ الجماعة: ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾ تكون هذه الجملة بدلا من قوله: ﴿انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾، فكأنه قال: وإن أصابته فتنة خسر الدنيا والآخرة، ومثله من الجمل التي تقع وهي من فِعْلٍ وفاعِلٍ بدلا من جواب الشرط قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ﴾ ٥؛ وذلك لأن مضاعفة العذاب هي لُقِيّ الأثام، وعليه قول الآخر:
إنْ يجْبُنُو أو يَغْدِرُوا | أَوْ يَبْخَلُوا لَا يَحْفِلُوا |
١ انظر الصفحة ١٢٦ من الجزء الأول. وفي ك: تتعاطين، وهو تحريف.
٢ البيت لأبي ذؤيب. ويروى أخاله مكان أظنه. والدهم: السود، يريد بها هنا النوق، جمع دهماء. والخلاج: جمع خلوج، وهي الناقة يجذب عنها ولدها بذبح أو موت، فتحن إليه. يقول: أمن ناحيتك هذا البرق يتجاوب الرعد معه كأنه نوق خلاج؟ انظر ديوان الهذليين: ١: ١٦٤، واللسان "خلج".
٣ سورة الحج: ١١، وقبل هذا الجزء من الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾.
٤ في ك: فقراءة.
٥ سورة الفرقان: ٦٨، ٦٩.
٢ البيت لأبي ذؤيب. ويروى أخاله مكان أظنه. والدهم: السود، يريد بها هنا النوق، جمع دهماء. والخلاج: جمع خلوج، وهي الناقة يجذب عنها ولدها بذبح أو موت، فتحن إليه. يقول: أمن ناحيتك هذا البرق يتجاوب الرعد معه كأنه نوق خلاج؟ انظر ديوان الهذليين: ١: ١٦٤، واللسان "خلج".
٣ سورة الحج: ١١، وقبل هذا الجزء من الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾.
٤ في ك: فقراءة.
٥ سورة الفرقان: ٦٨، ٦٩.