أهل اللغة يضعون إحتمالين لاشتقاق كلمة شيطان: إما من (شاط) أو من (شطن). شطن معناه بعُد وشاط أي احترق (شاط يشيط). يضعون احتمالين إما من شطن فيكون البُعد عن الخير أو كأنه طال في الشرّ هذا إذا كان من شطن. وإذا كان من شاط أي احترق غضباً، فهم يضعون هذين الاحتمالين. إذا كان من شطن (النون أصلية) يكون على وزن (فَيْعال) وفيعال وزن عربي وإذا كان من شاط يصير الوزن (فعلان) لأن النون ليست أصلية. وأنا أرجح أن يكون من شطن لسبب وهو كونه منصرف وليس ممنوعاً من الصرف لأن النون إذا كانت أصلية فيه يكون الوزن منصرف وإذا كانت النون زائدة يكون ممنوعاً من الصرف مثل كلمة حسّان. إما أن تكون من الحُسن أو من الحَسّ (الحَسّ هو القتل) كما في قوله تعالى (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ (١٥٢) آل عمران) فإذا كانت من الحُسن يكون منصرفاً لأن النون أصلية وإذا كان من الحَسّ تكون غير منصرفة، شاعر الرسول ﷺ حسان بن ثابت ورد ممنوعاً من الصرف فهو من الحَسّ. وكذلك كلمة ريّان إذا كانت من الريّ أو من الريْن. إذا كانت من الريّ فهي ممنوعة من الصرف وإذا كانت من الريْن فهي مصروفة. وأنا أرجح أن شيطان من شطن لأنه منصرف (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥) التكوير) القرآن استعملها مصروفة وقد يعترض أحدهم في النحو. الجذر الذي اشتق منه شيطان يدل على الحالة التي مرّ بها إبليس: إحترق غضباً فعصى ربه لما قال له اسجد لآدم أو بعُد في الشرّ وذهب بعيداً فالأمر يحتمل.


الصفحة التالية
Icon