سبق أن تحدثنا عن هذه الآية وبينا الاختلاف بين يهدي للحق ويهدي إلى الحق. يهدّي أصلها يهتدي كما قلنا الآن في يتذكر ويّكر. التاء أُبدلت دالاً إبدالاً جائزاً. يهدي فعل مجرّد ثلاثي، يهتدي مزيد بالهمزة والتاء (إهتدى) وفي المضارع يصير يهتدي. ويهدّي إبدال التاء دالاً، هذا من حيث الأصل اللغوي. يهتدي ليس فيه تضعيف، يهدّي فيه تضعيف الدال مضعّفة. التضعيف جاء من التاء عندما أُبدبت دالاً وأُدغمت فصار تضعيف. إذن الفرق بين يهتدي ويهدّي من حيث البناء الأصل واحد مع الإبدال صار تضعيف والأصل ليس فيه التضعيف. وعندنا التضعيف فيه مبالغة مثل كسر وكسّر. هذه الآية الوحيدة في القرآن كله التي وردت فيها (يهدّي) والباقي (يهتدي)، ربنا تعالى أراد أن يذكر المبالغة في عدم اهتدائهم وفي القرآن كله الكلام في الإنسان (يهتدي) إلا هذه الآية فالكلام في الأصنام وفيها مبالغة في عدم الإهتداء فأُبدل ليصير مبالغة وتكثير وهؤلاء ايسوا مثل البشر. في الأصنام مبالغة في عدم الإهتداء أُبدل وقال (لا يهدّي) للمبالغة في عدم الهداية.
سؤال: ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (٢٧) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (٩٧) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟


الصفحة التالية
Icon