التقديم والتأخير يقتضيه المقام والسياق أحياناً يقدم الجن على الإنس (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) الذاريات) لأن الجن وجودهم أسبق من الإنس، (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (٢٧) الحجر) إبليس قبل آدم. إذن قد يكون السبب هو القِدَم أن الأقدم يقدّمه مثل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣) الرحمن) قدم الجن على الإنس لأن الجن أقدر على النفاذ من الإنسان وهم كانوا يستمعون، فلما تحداهم بالنفاذ بدأ بمن هو أقوى أي بالجنّ. الآية التي ذكرها في سورة الرحمن (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) هنّ أهل الجنة (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، نفسياً إذا كان أحدهم يريد أن يتزوج امرأة وعلِم أنه اتصل بها رجل سابق يحجم عن الزواج أما إذا قال جنّي إتصل بها يقول هذا كلام وخرافة. ولذلك قدم الإنس لأن النفس فوراً إذا طمثها إنسي يحجم عنها إحجاماً ولذلك قدم ما تشمئز منه النفس أولاً فبدأ بالإنس لأن هذا أدعى إلى طهارتها ولو قال لم يطمثهن جن ولا إنس ليست بتلك المنزلة فقدم ما هو أشد. والطمث يعني الدخول بها. الآية تتكلم عن نساء الجنة، عن حور الجنة (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) هنّ نساء الجنة كما قال ربنا (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) الواقعة) معناها أبكاراً.
سؤال: ما الفرق بين يذّكرون ويتذكرون؟


الصفحة التالية
Icon