اختيار كلمة العالمين له سببه في سورة الفاتحة فالعالمين تشمل جيلا واحدا وقد تشمل كل المكلفين أو قسما من جيل (قالوا أولم ننهك عن العالمين) (الحجر آية ٧٠) في قصة سيدنا لوط جاءت هنا بمعنى قسم من الرجال.
واختيار " العالمين " أيضاً لأن السورة كلها في المكلفين وفيها طلب الهداية وإظهار العبودية لله وتقسيم الخلق كله خاص بأولي العقل والعلم لذا كان من المناسب اختيار " العالمين " على غيرها من المفردات أو الكلمات. وقد ورد في آخر الفاتحة ذكر المغضوب عليهم وهم اليهود، والعالمين رد على اليهود الذين ادعوا أن الله تعالى هو رب اليهود فقط فجاءت رب العالمين لتشمل كل العالمين لا بعضهم.
أما اختيار كلمة رب فلأنها تناسب ما بعدها (اهدنا الصراط المستقيم) لأن من معاني الرب المربي وهي أشهر معانيه وأولى مهام الرب الهداية لذا اقترنت الهداية كثيراً بلفظ الرب كما اقترنت العبادة بلفظ الله تعالى (قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (طه آية ٤٩-٥٠) (فاجتباه ربه فتاب عليه وهدى) (طه آية ١٢٢) (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى) (الأعلى آية ١-٣) (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) (الأنعام آية ١٦١) (وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) (الكهف آية ٢٤) (قال كلا إن معي ربي سيهدين) (الشعراء آية ٦٢) (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) (الصافات آية ٩٩) (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) (القصص آية ٢٢) لذا ناسب لفظ " رب " مع " اهدنا الصراط المستقيم " وفيها طلب الهداية.
الرحمن الرحيم:


الصفحة التالية
Icon