لماذا قال تحديداً المؤمنين والمؤمنات ولم يقل المسلمين والمسلمات؟ أولاً لأنه بعدها سيتكلم عن المنافقين والمنافقات مباشرة بعدها (يوم يقول المنافقون والمنافقات) والمنافقون أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (٨) البقرة) (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (١٤) الحجرات) الإسلام هو الظاهر وهو بالقول وما يُرى من أفعاله الظاهرة والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. لذلك لما ذكر المنافقين والمنافقات يقابلهم المؤمنين والمؤمنات وليس المسلمين والمسلمات لأن المنافقين يقولون نحن مسلمين. (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) أي إلى الآن ما دخل وهو متوقع الدخول. (لمّا) معناها لم يحدث إلى الآن ولكن متوقع الحدوث. نقول لمّا يحضر أي لم يحضر إلى الآن ولكنه متوقع الحضور. (لمّا) نفي لـ (قد) لما نقول قد فعل نفيه لمّا يفعل ولما تقول فعل نفيه لم يفعل، حضر تنفيها لم يحضر وقد حضر نفيه لمّا يحضر.
سؤال من المقدم: عدّد الله تعالى في آية أخرى بعض الصفات مثل القانتين والقانتات والصابرين والصابرات وغيرها وهنا اكتفى بالمؤمنين والمؤمنات تحديداً؟ هذا مقابل المنافقين والمنافقات تحديداً وهذا يسمى المقابلة.
(بشراكم اليوم): البشرى ما يُبشّر به تقول أبشّرك بهذا. وأصل البشرى للمحمود فإذا قيلت في الذم تكون من باب التهكم (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٧) لقمان). البشرى في الأمور الحسنة هذا في اللغة فإذا استعملتها في آخر تُخرجها عن ظاهرها من باب التهكم كما تقول لأحدهم أنت أشعر من البحتري وهو لا يُحسن أن يقول بيتاً.