الحلقة ٢٢
تابع سورة الحديد:
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨))
قال تعالى (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨)) في خواتم الحلقة الماضية ذكرنا المصدقين والمصدقات والغرض من الإبدال وأن أصلها المتصدقين والمتصدقات ثم حصل فيها إبدال جائز وذكرنا أن المصدقين فيها مبالغة في الصدقة أكثر من المتصدقين لأن فيها تضعيفان (في الصاد وفي الدال) وذكرنا في إخوة يوسف قال المتصدقين ولم يقل المصّدّقين وقالوا وتصدّق علينا ولم يقولوا إصّدّق علينا لحسن أدبهم وكرم أخلاقهم فلم يطلبوا المبالغة في الصدقة، وقال: إن الله يجزي المتصدقين ولم يقل المصدّقين لأن ذلك يشمل المكثرين في الصدقات والمقلّين في الصدقات ولو قال المصّدّقين لم يشكل المُقلّين وإنما يشمل الكثرة فقط. هنا أطلق الأجر للجميع للمقلّ والمُكثِر. وقلنا عطف المصدقات على المصدقين للدلالة على إستقلال النساء في أموالهن ولا يرغمهن أحد في أموالهن وأن عليهن الصدقة كما على الرجل وما تغني صدقة الزوج أو الأب.
سؤال من المقدم: ألا تشمل المصدقين كجمع مذكر النساء أيضاً للتغليب؟ أحياناً وأحياناً يراد به التفصيل، يذكر الأمرين وحتى المصدقات إذا كان لهن مال فليس لأحد أن يرغمهن على أموالهن فيمنعهن من الصدقة ولهن أن يتصرفن بأموالهن وأن عليهن الصدقة كما على الرجال ولا تغني صدقة أزواجهن ولا آبائهن إذا كان لهن مال لذلك أفردهم (والمصدقات). ومثله جرى في السورة فذكر المنافقين والمنافقات والمؤمنين والمؤمنات فذكر أيضاً المصدقين والمصدقات، جرى هذا النمط في السورة. هذا ما ذكرناه في الحلقة الماضية.