اصطبر جاءت في الصلاة لأنها مستمرة كل يوم وزيادة المبنى تفيد زيادة المعنى والصلاة كل يوم في أوقاتها وتأديتها حق، أدائها وإتمامها يحتاج إلى صبر كبير لذا جاءت كلمة (اصطبر) للدلالة على الزيادة في الصبر.
٢٤- ما اللمسة البيانية في استخدام صيغة المذكر مرة والمؤنث مرة أخرى في قوله تعالى (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا) سورة الأحزاب آية ٣١؟ ثم لماذا الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم لجماعة الذكور؟
القاعدة النحوية هو أن الفعل يؤنّث ويذّكر فإذا كان الفعل مؤنثاً ووقع بين الفعل والفاعل فاصلاً ثم إن الخطاب الموجه لنساء النبي - ﷺ - في قوله (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) هذا خطاب خاص بهن فجاء بصيغة خطاب الإناث أما في الآية (يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا الخطاب يشمل كل أهل بيت النبوة وفيهم الإناث والذكور لذا اقتضى أن يكون الخطاب بصيغة المذكر.
وكذلك نلاحظ الفرق بين سورة يوسف (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾) وآية سورة الأحزاب، الجمع الذي ليس له مفرد من نوعه يمكن معاملته معاملة المذكر والمؤنث. والتذكير يدلّ على القلة (قال نسوة) والتأنيث يدل على الكثرة (قالت الأعراب آمنا) وهكذا في القرآن كله كما في قوله تعالى (جاءتهم رسلهم) المجتمعات أكثر من (جاءكم رسل منكم).
٢٥- ما الحكم النحوي في استخدام (من) و(ما)؟
(من) و(ما) يعامل لفظها الإفراد والتذكير ثم يؤتى بما يدلّ على المعنى. (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) نبدأ بالإفراد والتذكير (هذا هو القياس) (ومن يقنت منكن).