ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً ﴿١٧﴾) بدون ذكر الياء ولو لاحظنا آيات السور لوجدنا أن لفظ (الهداية) تكرر في سورة الأعراف ١٧ مرة وفي سورة الإسراء ٨ مرات وفي سورة الكهف ٦ مرات.
١٣١- ما دلالة استعمال صيغة الفعل الماضي في أول سورة النحل؟
قال تعالى في بداية سورة النحل (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾). الفعل الماضي في اللغة العربية ليس بالضرورة أن يكون لما قد حصل فقد يكون لما شارف الوقوع وقد يكون للمستقبل الذي سيقع بعد قرون كذكر أحداث يوم القيامة في القرآن (ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض)، وأحياناً يُستعمل الفعل المضارع للماضي البعيد كقوله تعالى (فلم تقتلون أنبياء الله). الزمن في اللغة العربية ليس بالبساطة التي نتصورها فالفعل الماضي له ١٦ زمناً في اللغة. فما المقصود بقوله تعالى (أتى أمر الله)؟ هو ليس بالضرورة يوم القيامة فقد يكون النصر الذي أشرف على المجيء فلا تستعجلوه ولكنه تأكيد بأنه سيقع. يذكر الماضي للدلالة على التيقن من وقوعها كما يصف أحداث يوم القيامة (وحمّلت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة) فالأحداث المستقبلية هي بدرجة تحققها مثل الأحداث التي حصلت هي بمنزلة ما مضى ليس في الفعل الماضي شك فهي بمنزلة ما مضى من الأحداث وهو حاصل وآتٍ آت قد يكون اقترب أو شارف على الوقوع وقد يحتمل أن يكون النصر وقد يحتمل القيامة. كما نقول قد قامت الصلاة في أذان الإقامة.
١٣٢- ما دلالة استعمال صيغة (مأتيا) في قوله تعالى في سورة مريم (إنه كان وعده مأتيا)؟


الصفحة التالية
Icon