قال تعالى في سورة الواقعة (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾) والآية تتحدث عن الزرع أما الآية الثانية (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾) فهي تتحدث عن الماء والآيتان فيهما تهديد الأولى : أنه تعالى لو شاء يجعل الزرع حطاماً فلا يمكن أن يكون طعاماً أو يستفاد منه وهذه عقوبة أشد من جعل الماء أجاج لأن الماء الأجاج يمكن أن يُحوّل إلى ماء عذب والتهديد لم يأت في الآية بغور الماء كلياً كما في تهديد جعل الزرع حطاماً فكانت العقوبة في الزرع أشد من العقوبة في الماء فجاء باللام لتأكيد التهديد في آية الزرع وحذفها من آية التهديد بالماء وهذه اللام تُسمى (لام المؤكدة). أما في النار فلم يذكر تحذيراً أو تهديداً وإنما ذكر حالتها فقط (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾) لم يقل "لو نشاء لذهبنا بها" لأن الناس يمكن أن يعيشوا بلا نار لكن لا يمكنهم أن يعيشوا بلا طعام أو ماء.
١٤٧- ما دلالة قوله تعالى في سورة يس (فعززنا بثالث) ولماذا لم يشير إلى إرسال ثلاثة رسل معاً؟


الصفحة التالية
Icon