يتساءل السائل لماذا جاءت كلمة (لنعلم) مع أن الله تعالى يعلم كل شيئاً مسبقاً؟ قال تعالى في سورة الكهف (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ﴿١٢﴾) والعلم قسمان : قسم يتعلق به الجزاء وقسم يعلمه الله ابتداء لا يتعلق بالجزاء. ما يفعله الإنسان هو من علم الله لكن حتى ما فعله الإنسان يتعلق به الجزاء وهناك علم آخر سابق والله يعلم في القدر كل شيء وهو العلم الذي قضاه الله تعالى وما يفعله الإنسان وما يعلمه هو تصديق لعلم الله هذا. وقوله تعالى (لنعلم أي الحزبين) يعني لنعلم أي منهم يعلم الحقيقة لأن هناك ثلاثة أقوال كل قسم قال شيئاً فمن الذي يعلم الحقيقة؟ الله تعالى ؛ هذا العلم الذي يقوله بعد الوقوع لأنه علِم ذلك قبل الوقوع. إذن هناك علمان :
١- علم سابق قديم الذي سجّل فيه الله تعالى القدر
٢- وعلم لاحق يحقق هذا العلم وهو الذي يتعلق به الجزاء.
١٥١- ما المقصود بكلمة (أهل) في قوله تعالى (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجز أهل البيت)؟
قال تعالى في سورة الأحزاب (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴿٣٣﴾) يستعمل القرآن الكريم كلمة (أهل) للأزواج وهذه الآية ليست الوحيدة في القرآن التي وردت فيها كلمة (أهل). فقد جاء في قوله تعالى (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) في قصة إبراهيم - عليه السلام -، وفي قصة امرأة العزيز (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً) وفي قصة موسى - عليه السلام - (وسار بأهله). إذن (أهل) هي الأزواج كما وصفها القرآن وفي اللغة أيضاً.