لكن لماذا قال (الطفل) في سورة النور في الآية موضع السؤال؟ (الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) كل المذكورين في الآية موقفهم مختلف بالنسبة لعورات النساء أما الطفل فموقفه واحد بالنسبة لعورات النساء في جميع الحالات لأنهم لا يعلموا بعد عن عورات النساء فهي تعني لهم نفس الشيء فجعلهم كجنس واحد لذا أفرده مع أنه جمع لكن اختيار اللفظ ناسب سياق الآيات.
٢٣٥- ما دلالة استخدام الصيغة الإسمية مرة والفعلية مرة أخرى في قوله تعالى :(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴿١٢٨﴾ النحل) ؟
هذه الآية فيها احتمالات ونسأل لماذا لم يقل: (ومع الذين هم محسنون) أو (مع الذين اتقوا الذين هم محسنون)؟
لم يقل (ومع الذين هم محسنون) لأن هذا يدلّ على أنهما صفتان مختلفتان.
ولم يقل (مع الذين اتقوا الذين هم محسنون) فهذا يدل على أنهما صنف واحد.
لكن جاءت (إن الله مع) وإذا نظرنا في الآية التي سبقتها (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴿١٢٦﴾) فقوله تعالى (بمثل ما عوقبتم) بمعنى من عاقب يمثل ما عوقب به فقد اتقى، وقوله (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) هذه أفضل من (وإن عاقبتم) والصبر هو من الإحسان. والتقوى هي أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك. فالذين هم محسنون هم حالة أعلى من الذين اتقوا فجاء بالجملة الإسمية الدالة على الثبوت في صفة المحسنين.
٢٣٦- أين جواب القسم في سورة الشمس (والشمس وضحاها)؟


الصفحة التالية
Icon