٣. استخدام (لا) في (أموالكم ولا أولادكم) ولو لم توجد (لا) لفُهِم عدم الإلتهاء بالأموال والأولاد مجتمعين أي أنه قد يُفهم أن النهي يكون إذا اجتمع الأمران : الأموال والأولاد ؛ والمعنى المُراد : هو عدم الإلتهاء بالأموال ولا الأولاد مجتمعين أو متفرقين.
٤. قدّم الأموال على الأولاد مع أنّ حُبّ الأولاد أكثر لكن الإلتهاء بالمال يكون أكثر من الإلتهاء بالأولاد لذا قدّم الأموال على الأولاد للتحذير. أما في مواطن الحُبّ يقدّم الأولاد على غيرهم وفي حبّ الشهوات قدّم النساء على باقي الشهوات (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿١٤﴾) سورة آل عمران.
٥. (لاتلهكم أموالكم) الفاعل هنا (أموالكم) وضمير المخاطب هو المفعول به ومعناه أن الله تعالى نهى السبب (الأموال والأولاد) عن التعرّض للمؤمن وهذا لأهمية المؤمن ومكانته الكبيرة عند ربّه. وإسناد الإلهاء للأموال فيه تنبيه للمؤمن على عدم الإلتهاء بالأموال. وكأن الأموال تنصب الشرك للمؤمن فيتلهّى عن ذكر الله تعالى.
٦. ذكر الله : هو عموم الطاعات وجميعها لذا خصّ الله تعالى في الآية(ذكر الله) عندما تحدث عن الإلتهاء بالأموال والأولاد.
٧. (أولئك هم الخاسرون) "هم" تفيد أنهم هم حصراً الخاسرون خسراناً كاملاً.
٨. (ومن يفعل ذلك) كلمة (يفعل) لأن الإلتهاء هنا من فعل الإنسان وجاء الفعل مضارعاً لإفادة الإستمرار وليس من المعقول أن تكون هذه الخسارة العظيمة من فعل مرة واحدة بل هي نتيجة عملية متكررة.