أما في سورة مريم فجاء التبشير في قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩)) باستخدام كلمة (غلام) فجاء ردّ مريم (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠)) باستخدام نفس الكلمة (غلام) لأن الملك أخبرها أنه يبشرها بغلام. أما مع زكريا وتبشيره بيحيى فقد جاء أيضاً في سورة مريم بنفس الكلمة (غلام) فكان الرد في الآيتين باستخدام كلمة (غلام).
وقد يقول بعض المستشرقون أن هذا يدل على تناقض في القرآن فنقول إن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
٢٥٦- ما الفرق بين استخدام كلمة (الله) وكلمة (مسخّرات) في سورة النحل وكلمة (الرحمن) و(صافّات) في سورة الملك؟
قال تعالى في سورة النحل (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩)) وقال في سورة الملك (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩))
أولاً وللعلم أن كلمة " الرحمن " لم ترد في سورة النحل كلها (١٢٨ آية) بينما وردت أربع مرات في سورة الملك (٣٠ آية).
كلمة الله في سورة النحل وردت ٨٤ مرة بينما وردت في الملك ثلاث مرات هذا من حيث السمة اللفظية.
وللعلم أيضاً لم يرد إسناد الفعل (سخّر) في جميع القرآن إلى الرحمن وهذا هو الخط العام في القرآن وإنما ورد (سخرنا، ألم تر أن الله سخر) ولهذا حكمة بالتأكيد.


الصفحة التالية
Icon